Header Ads

كوارث الوقوف خلف الزعيم

كوارث الوقوف خلف الزعيم

وادي العين24/م.احمد مصعبين

يقدم لنا التأريخ العربي المعاصر نماذج كثيرة للكوارث التي منيت بها الشعوب العربية نتيجة الاصطفاف خلف الزعيم والقائد الرمز بالحق والباطل بالرغم من النماذج الطيبة والصحيحة التي تقدمها شعوب الدول المتحضرة من خلال تمسكها بالمؤسسات والدستور والقوانين،ويكاد الحاكم في تلك البلدان مجرد شخص عادي يتفرد فقط عن البقية في حزبه او محيطه الاجتماعي كونه يتمتع  بصفات مميزه جعلت حزبه يتبناه كمرشحها في الانتخابات الرئيسية..ولذلك نرى ان الاوضاع في تلك البلدان تسير بنفس الوتيرة في النماء والتطور الامر الذي لا يعود الى قدرات اعجازية بمتلكها الرئيس ولكن لان الشعوب في تلك البلدان _وكما اسلفنا _ لا تساوم او تسمح للرئيس بتجاوز الدستور والقوانين وصلاحيات المؤسسات.

في تأريخنا المعاصر هنا في البقعة الواقعة جنوب اليمن لمسنا في فترات زمنية معينة بوادر ايجابية فيما يتعلق بسيادة المؤسسات في الحكم...الا ان تلك البوادر الايجابية قد تخللها بقايا من تخلف ناتج عن واقع موضوعي لم يتعافى بعد من الموروث...فلمسنا في المراحل السابقة سمات وظواهر تمجيد الزعيم والقائد والمعلم الرمز في ضل وجود مؤسسات قوية  كانت في الماضي موانع قوية في كبح جماح تطور مظاهر الصراع وتأثيرها السلبي على حياة الناس..
لذلك عايشنا احداث وصراعات دموية بين رفاق الدرب الا انها لم تدوم طويلا وسرعان ما تعود الاوضاع الى مسارها الطبيعي.الامر الذي لم نعيشه بعد تحقيق الوحدة اليمنية المشؤمة حيث مثلت ظاهرة الزعيم الرمز في شخص علي عبدالله اسوء الظواهر المقيتة التي شهدها التأريخ الانساني على الاطلاق.

نحن هنا في الجنوب علينا ان ننتبه لتأثير تلك الظواهر على على حاضر ومستقبل ومصير الامة والوطن.

لقد اقتتل رفاقنا في قيادة الحزب الاشتراكي والدولة في 13 يناير 1986 بالرغم من ان الجميع كانوا ماركسيين واشتراكيين علميين ووطنيين واممين..ولكن الكارثة ان معظم تلك القيادات لم تؤمن فعلا بالفكر الذي تتبناه نتيجة لجهل او عدم استيعاب او الرغبة في التمسك بالسلطة مهما كان الثمن...كما انهم لم يقتدوا بالنموذج الوطني الفريد في الوطن العربي الذي قدمه الرئيس قحطان الشعبي عندما تنازل هو وتياره السياسي عن الحكم حقنا للدماء في انقلاب 22 يونيو 1969.على العكس من ذلك لم يتعامل الرفاق الماركسيون ...فقد استدعى كل من الطرفين قبيلته واهله وناسه وحلفائة لحسم الصراع...الا انه وما كان مؤلما حقا في المشهد برمته ان سار بعض الرفاق ممن كان لهم السبق في تبني الفكرة الاشتراكية العلمية،ساروا في ذات الطريق المتخلف وساندوا ظاهرة تأليه الزعيم.
الامر الذي يثبت ان تبني الفكر من قبلهم كان فقط كحصان طراودة للفوز بالسلطة والحكم.

لذلك_وكلنا عايشنا مآسي الماضي _ ليكن موقفنا هو الانحياز الكامل للوطن ومصلحته ومصلحة الشعب ككل...نرفض المناطقية العفنة من اي مصدر كان حتى نتمكن من استعادة دولتنا الجنوبية المغتصبة ونعيد بنائها بعيدا عن امراض الماضي ومسببات مآسيه.

ودمتم


كوارث الوقوف خلف الزعيم كوارث الوقوف خلف الزعيم بواسطة بانيوز حضرموت on 12:35 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات

مقالات العاب

مدون محترف