Header Ads

الأقلمة وتنبؤات قانونية مستقبلية: حضرموت

قناة وادي العين اليوم📹

الأقلمة وتنبؤات قانونية مستقبلية: حضرموت
................................................
................................................
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تحية:
من المعلوم أن خطط الدول لا تبنى على مدى سنتين أو ثلاث بل على نصف عقد وما فوق. لهذا هذه بعض النقاط التي يجب أن نتنبأ بها قبل فوات الأوان وهذه النقاط أخذت بناءاً على التجربة الفدرالية الماليزية الناجحة كالتالي:
1- النقطة الأولى: أن ولايتي صباح وسرواك الماليزية واللتان يتمتعا بثروة نفطية ولهم ثقافة تختلف عن بقية الولايات. نص الدستور الماليزي على صلاحية حق سلطات تلك الولايتين رفض أي مواطن ماليزي من دخول أراضيها بما تراه مناسب.
ومن هذا المنطلق دعونا نفترض أن حضرموت نهضت اقتصادياً وعلمياً واجتماعياً وغيرها, فمن الكثير المتوقع أن تكون هناك هجرة من الولايات الاخرى والتي تتكون من نسبة سكانية ما يقارب (24 مليون نسمة). افتراضاً ان هناك (2مليون مهاجر) الى حضرموت, كيف سوف يتم التعامل معهم لان التركيبة السكانية في حضرموت سوف تتغير اذا تمت الهجرة, وبالتاكيد بعد (10 سنوات سوف يطالب اولئك المهاجرون بالهوية الحضرمية) وسوف يترتب على هذا حق الانتخاب وغيرها من حقوق مساواة المواطنة.
(وهذا طبقا لما نص عليه في الحوار الوطني والذي سوف يحول الى الدستور والذي ينص بأحقية أي مواطن ان ينتقل ويسكن من مكان الى آخر داخل اليمن).
من وجهة نظري ان حضرموت سوف يكون لها السبق في التقدم في بناء الدولة ومن المتوقع ان التقدم في المناطق الاخرى وخاصة الشمالية سوف يتأخر لصعوبة التخلص من الثقافة القبلية المتأصلة في ذلك المجتمع تاريخياً, وطبيعة الانسان يبحث عن الكلأ والمأوى والإستقرار وبالتالي سوف تحدث الهجرة. هل هناك ما ينص في الدستور القادم من هذه العواقب المحتملة؟؟؟
ولنعود قليلاً إلى التاريخ أن الرئيس اليمني إبراهيم الحمدي عندما إتجه إلى (تمدين الدولة وإبعادها عن قبضة وتدخل القبيلة) أدت هذه السياسة إلى إغتيالة. لهذا إستفاد الرئيس علي عبدالله صالح وإستفاد من الدرس وأحتضن القبائل وقام بإنشاء مكتب شؤون القبائل التابع لوزارة الداخلية، وأنعم على المشائخ برواتب وحرس وسكن وغيرها من تسهيلات. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل اذا تقدمت حضرموت على بقية الاقاليم الاخرى؟؟
2- النقطة الثانية: ان حضرموت ذات بقعة تاريخية ثقافية محصورة على الحضارم, لهذا وجب ان نتنبأ من ان تقدم حضرموت على بقية الاقاليم سوف يسودها قابلية على (شراء العقار) وسوف يتم الشراء من خارج الاقليم مما سوف يتسبب في تغيير التركيبة الجغرافية والسكانية كذلك, وسوف يصبح الحضارم أقلية في موطنهم ولن يستطيع الحضارم شراء أراضي سكنية لهم نتيجة ارتفاع اسعار العقار وهذا سوف يؤدي الى فقدان الهوية الحضرمية. ولنا تجربة من الفدرالية في مملكة ماليزيا ان  إحدى الولايات لا تسمح بالتملك لأراضيها لغير المالايويين (السكان الاصليين) وذلك من اجل الحفاظ على تلك البقعة الملاوية من الضياع بيد الماليزيين.
وهذا التنبؤ بما نص عليه في الحوار الوطني (بأحقية أي مواطن ان يتملك في المكان الذي يريد)
هل هناك ما ينص على التغلب على مثل هذه عواقب, لان ما تم مناقشته في الحوار الوطني سوف يحول الى الدستور وعندما يحول الى الدستور لن تستطيع سلطة اقليم حضرموت بسن أي قوانين تعارض الدستور طبقا للقاعدة الدستورية (ان أي قانون يخالف الدستور يعتبر لاغي وغير صحيح).
3- ان الكثير من المواطنين من المحافظات الأخرى لديهم بطائق بأنهم حضارم وهذا الاجراء تم بشكل سياسي ممنهج حسب علمي, فكيف سوف يتم التعامل مع هذا الاجراء وخاصة وانهم لديهم أدلة ثبوتية والتي سوف تحكم المحكمة بذلك بناءا على الوثائق التي يحملونها؟

للأسف الشديد الكثير من النخب الحضرمية ركزت وتركز على نسبة حضرموت من عائدات النفط وغفلوا عن أهم النقاط الدستورية وهذا اذا لم يتم التعامل مع النقاط اعلاه سوف يصبح الحضارم اقليه في موطنهم وسوف تتغير التركية السكانية والجغرافية لحضرموت وسوف يصبح الحضارم غرباء في موطنهم. عائدات النفط والثروة السمكية وغيرها ليست نقاط جوهرية لصالح حضرموت اذا لم يقننوا النقاط اعلاه, حتى وان سمحوا بجميع العائدات لإقليم حضرموت لن يفيدها اذا لم يتعامل بوضوح تجاه تلك النقاط المذكورة.
إعداد: عمر صالح باوزير
كلية القانون- جامعة اوتارا ماليزيا

الأقلمة وتنبؤات قانونية مستقبلية: حضرموت الأقلمة وتنبؤات قانونية مستقبلية: حضرموت بواسطة قناة وادي العين اليوم on 1:47 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات

مقالات العاب

مدون محترف