صراع المشاريع والتأريخ،،،،في الجنوب

صراع المشاريع والتأريخ،،،،في الجنوب
:
#وادي العين[24]
احمد مصعبين
:
الثلاثاء 20 فبراير
:
مما لا شك فيه ان معظم الصراعات التي شهدها ويشهدها العالم،تكون مصدرها اسباب ومصالح اقتصادية سواء على مستوى الدول او التيارات السياسية او الجماعات او الافراد.. فالجميع يخوض هذا الصراع انطلاقا من مصالحة الاقتصادية البحتة،ولذلك يقال ان السياسة هي تعبير مكثف عن الاقتصاد.
في بلادنا - اي الجنوب- فان الصراع القائم بين مختلف القوى السياسية الجنوبية لا يشذ عن القاعدة العامة .. هو صراع يستند اساسا الى مصالح المتصارعين،وكل من هذه القوى يتمسك بالمبرر السياسي الذي يناسبة لخوض هذا الصراع.
:
وطبيعة الصراع القائم في الجنوب هو في الاساس ينحصر في مشروعين رئيسيين لا ثالث لهما.. مشروع الدولة اليمنية الاتحادية الذي تتمسك به كافة القوى السياسية الجنوبية والشمالية المنضوية تحت راية الشرعية،ومشروع التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية الذي تتمسك به قوى الاستقلال - ومنها الانتقالي - والمعبرة عن الهدف الذي يناضل من اجله معظم ابناء الجنوب.وفي اطار هذا الصراع يحاول البعض اظهار بعض  النتوءات المناطقية والحزبية لتشويه حقيقة الصراع...الا ان ما يجمع المتصارعين هنا.. هو ان المشروعين اللذين يحملانه يمثلان قضية وجودية بالنسبة لكليهما ، ولذلك من غير الوارد او المتوقع ان يلتقيا في منتصف الطريق، لان ذلك يعني تنازل احدهما للاخر عن ادوات ومواقع سوف تؤدي الى انهيار مشروعة.
:
ما يهمنا هنا .. هو المشروع الذي ينحاز اليه الغالبية العظمى من ابناء الجنوب، والذي يبدو انه يعيش في الوقت الراهن اخطر مراحلة، فالانتقالي الذي يعتبر من اكبر تيارات الاستقلال وورث نضالات قوى الاستقلال جميعا-بغض النظر عن الطريقة التي استولى بها على ذلك الارث - يواجه اليوم تحديا صعبا فيما يتعلق بلملمة واجتذاب كل قوى الاستقلال الى صفة. ويبدوا لنا ان هناك تيارات داخل الانتقالي تقف حائلا دون ذلك وخصوصا تلك التيارات التي تحاول استحضار الماضي بصورة مشوهة لتعلن عن مظلوميتها الغير بريئة اساسا،وبالتالي حقها في قيادة الحاضر الى المستقبل ولكن وللاسف بنفس الطريقة التي انتقدتها اساسا في القوى السياسة الجنوبية السابقة التي قادت دولة الجنوب ما قبل الوحدة.
:
لقد بدأ واضحا ومن خلال التشكيلات المختلفة للانتقالي غياب تيار الاستقلال الوطني الاول وحضور واضح لتحالف معظم التيارات التي استهدفت التيار الوطني القومي في الجبهة القومية.
:
وبالرغم من ان معظم رموز هذا التيار قد تم القضاء عليه اساسا بعد الانقلاب على سلطة الاستقلال في 22يونيو 1969. الا ان عقدة الماضي عند البعض لاتزال هي السائدة في منهجة ، وقد تم التعبير عنها وباساليب وتصريحات مختلفة.
:
لذلك سوف نستمر في نقد رفاقنا في الانتقالي ، وسوف نستمر في دعوتهم للتوقف ولملمة شتات قوى الاستقلال جميعا..بل والاهم من كل هذا وذاك التمسك باستقلال القرار السياسي الجنوبي المطالب باستعادة الدولة الجنوبية،وعلى هذا الاساس ينبغي ان نبني تحالفاتنا مع دول التحالف العربي،
وخصوصا دولتي المملكة العربية السعودية ودولة الامارات المتحدة.
:
فلا يغرنكم يا رفاقنا في الانتقالي تقرير الخبراء الامميين المليئ بالمفخخات ، ويكفي فقط ان تقرأوا الصفحة الاخيرة من التقرير والتي تلخص توصيات الخبراء..لتكتشفوا انه لم يتم ذكر قضية شعب الجنوب في التوصيات.