لقد رحل بن بريك ورحلت معه الكهرباء ، على مايبدو لنا أنها الحقيقة المرة ،
لقد رحل بن بريك ورحلت معه الكهرباء ، على مايبدو لنا أنها الحقيقة المرة ،
قناة وادي العين اليوم|مقال لـ: أ. فرج_عوض_طاحس
الأحد 6 أغسطس 2017م
تحدثنا في موضوع سابق ، وقلنا لقد رحل بن بريك ورحلت معه الكهرباء ، على مايبدو لنا أنها الحقيقة المرة ، التي يجب أن يستوعبها الجميع ويعيها ، من دون مزايدة أو مكابرة أو خداع للنفس أو تسويق مبررات تارة بسبب نقص الديزل والغاز وأخرى نتجة عطل طارىء ، وغيرها من المبررات التي سئمها المواطن وملّها ولم يعد يثق في أحد ، عتاولة الفساد في مؤسستي النفط والكهرباء يريدون بأعمالهم هذه تأجيج الشارع في الوادي والصحراء ضد المحافظ ، خدمة لأجندات سياسية معينة ، وإغراقه في مشاكل المحافظة لإظهاره بمظهر العاجز الفاشل الغير قادر على حل مشكلاتها ، وإبعاده عن الإهتمام بمشاكل المحافظة الأمنية والعسكرية لكونه قائداً للمنطقة العسكرية الثانية ، التي تتبعها قوات النخبة الحضرمية، التي أثبتت قدرتها في محاربة الإرهاب وضبط الأمن في مديريات الساحل ، عكس حالة الإنفلات الأمني الذي تشهده مديريات الوادي والصحراء ، حيث نسمع بين فترة وأخرى عن عمليات قتل وغيرها من الأعمال التي تقلق سكينة المواطن وتجعله يعيش في قلق وتوتر دائميْن ، وللأسف الشديد برزت في الآونة الأخيرة بين صفوف أفراد النقاط العسكرية التابعة للنخبة ، ظاهرة تعاطي القات أثناء تأدية الواجب العسكري ، وهذا مايؤكده ويشاهده كثير من المواطنين ، في الوقت الذي كان من المعلوم أنه ممنوع تناوله أو إدخاله معسكرات النخبة مطلقا ، فإذا صحّت هذه المعلومة وتأكدت ، فإن ذلك يشكل خطراًبالتأكيد على أمن المحافظة ومستقبل هذه القوة ، التي يضع أبناء حضرموت آمالا كبيرة عليها في حفظ أمن المحافظة وإستقرارها ووحدتها والتصدي لأية يد معتدية تمتد إليها للإستحواذ على خيراتها وثرواتها ، ويتطلعون بشوق إلى اليوم الذي تتولى فيه قوات النخبة الحضرمية الملف الأمني والعسكري في مديريات الوادي والصحراء لتنهيَ حالة الفلتان الأمني الذي تعيشه إلى الأبد ، ونتمنى من المحافظ البحسني ألّا تشغله مشاكل المحافظة الإدارية عن الإهتمام بهذه القوة الناشئة الواعدة ، ومحاربة كل الظواهر السلبية ، التي تؤثر على الإنظباط العسكري وعلى أدائها .
مشكلة الكهرباء وإنقطاع التيار الكهربائي لساعات في الوادي ، المصحوب ببروز أزمة مشتقات نفطية دائما ، صارت تتكرر بإستمرار لايمر شهر أو عدة شهور ، إلاَّ وتطل الأزمة برأسها على الجميع ، ويأتي لنا المسؤلون في مؤسستي الكهرباء والنفط بتبريرات عدة ، تارة يقال إنّ ذلك بسبب قلة كمية الديزل المعطى لهم ، الذي لايغطي الحاجة ، وتارة أخرى يأتون بمبررات لانفهمها ، لكن الملفت للنظر ، لماذا هذه الأزمةتتكرر في المحافظة ، بإستمرار دون وضع الحلول لها ، حضرموت من المحافظات ، التي يوجد بها نفط ، ومواردها كثيرة ، عاجزة عن حل مشكلة الكهرباء ياعيباه . في الحقيقة هناك قوى خفية تعمل في الخفاء ، لتظل معاناة المواطن في حضرموت كغيرها من المحافظات الجنوبية التي يقال بأنها تحررت ، نعم تحررت عسكريا نوعاً ما ، ولكنها لم تتحرر بعد من قوى النفود والتسلط والفساد ، التي تتخد من الشرعية ستارا لأعمالها الإجرامية ضد المواطن في الجنوب ، وتتخد من خدمات الكهرباء والمياه ، كأبسط الخدمات التي يجب أن توفرها أي حكومة في العالم ، سلاحاً قذرا لحربها ضد المواطن البسيط ، لتحقيق مكاسب سياسية معينة ، وجعل المواطن في الجنوب يقبل بأي حل يفرض عليه لقضية الجنوب في إطار التبعية للمركز المقدس ، بإسم الوحدة التي لفظت أنفاسها منذ غزوهم الأول للجنوب في ١٩٩٤ م، وقضوا على ماتبقى من حب لها في إجتياحهم البربري الثاني في ٢.١٥ م .
كل المؤشرات والدلائل تؤكد أنّ معاناة المواطنين مع الكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات في حضرموت وعدن وغيرها من المحافظات الجنوبية التي يقال عنها إنها محررة ، هو عمل منظم وممنهج وموجه ، تقف وراءه قوى سياسية وسلطوية معينة ، وآلاّلماذالانرى مثل هذه الأزمات في محافظة مجاورة يقال بأنها أيضاً تحررت من سيطرة الإنقلابيين وهي مأرب ، أو تغيير محافظها .
إنّ استغلال حاجة المواطن إلى الكهرباء والماء وغيرها من الحاجات الظرورية للحياة الانسانية ، وإستخدامها كوسيلة ضغط ، للحصول على مكاسب سياسية معينة ، تعتبر في حد ذاتها جرائم جسيمة ضد الإنسانية ، ترفضها كل الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الوضعية ، وهي في نظر القانون الدولي الإنساني جرائم حرب ، يجب أن يٌقَدَّم أصحابها إلى المحاكم الدولية ، الخاصة بجرائم الحرب لينالوا مصيرهم العادل ، لكن للأسف الشديد أنت في بلاد شعبها حقوقه مصادرة وحياته رخيصة ، يفتك به الجوع والمرض ، وحكامه يتصارعون على كرسي الحكم ، غير عابئين بما آلت إليه حال البلاد والعباد أمرنا لله ، حسبي الله ونعم الوكيل .
المقالات.التي.يتم.نشرها.هنا.تعبر.
عن.رأي.كاتبها.فقط
ليست هناك تعليقات